رئيس التحرير : مشعل العريفي

مؤلف كتاب “نهاية التاريخ والإنسان الأخير” .. إليكم ما سيحدث في عهد “ترامب”

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصدك اعتبر الفيلسوف والأستاذ الجامعي الأمريكي “فرانسيس فوكوياما”، أن فترة رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة الأمريكية، “ستؤذن بانتهاء العهد الذي كانت فيه الولايات المتحدة تشكل رمزا للديمقراطية نفسها في أعين الشعوب التي ترزح تحت حكم الأنظمة السلطوية في مختلف أرجاء العالم”.
 
وحذر “فوكوياما” في مقال نشرته صحيفة “ ذي فاينانشال تايمز”، من مواقف الرئيس الأمريكي الجديد من منظومة الأمن الدولي، موضحا أنه قومي حين يتعلق الأمر بالسياسة الاقتصادية وكذلك فيما يتعلق بالنظام السياسي العالمي، مشيرا إلى أنه صرح بوضوح أنه سيسعى لإعادة التفاوض على الاتفاقيات التجارية الحالية مثل “النافتا” وربما أيضاً منظمة التجارة العالمية.
وأوضح أن ترامب إذا لم يحصل على ما يريد، فهو على استعداد للنظر في الخروج من هذه الاتفاقيات والتحلل من التزاماتها، مشيرا إلى إعجابه بـ”الزعماء الأقوياء”، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذين يحصلون على النتائج التي يريدون بفضل الفعل الحاسم.
وبين الفيلسوف الأمريكي أن ترامب أقل شغفا بحلفاء أمريكا التقليديين مثل زعماء دول الناتو أو اليابان وكوريا الجنوبية، الذين يتهمهم بالركوب على ظهر الولايات المتحدة الأمريكية والتطفل على نفوذها وقوتها. وهذا يمكن أن يفهم منه أن دعمه لهؤلاء سيكون مشروطا بإعادة التفاوض على الترتيبات القائمة حاليا والخاصة بالتحمل المشترك للأعباء والتكاليف.
 
وقال فوكوياما في إطار تحذيره من مواقف ترامب “كان نظام التجارة والاستثمار المفتوح يعتمد في بقائه واستمراره — تقليديا — على قوة الولايات المتحدة الأمريكية وعلى نفوذها المهيمن، ولكن إذا ما بدأت الولايات المتحدة بالتصرف بشكل أحادي لتغيير شروط الاتفاقيات المبرمة بينها وبين الدول الأخرى فلن يتورع كثير من اللاعبين الأقوياء حول العالم عن الانتقام مما سيشعل شرارة انهيار اقتصادي شبيه بذلك الذي وقع في ثلاثينيات القرن العشرين”.
وحذر من موقف ترامب تجاه روسيا، مبينا انه لم يصدر منه أي موقف ينتقد فيه بوتين، “هذا بالإضافة إلى ما ذكره من أن استيلاء بوتين على شبه جزيرة القرم ربما كان مبرراً. وأخذاً بالاعتبار جهله العام بمعظم جوانب السياسة الخارجية”.
ولم يستبعد فوكوياما أن يكون بوتين يمارس ضغطا على ترامب قائلا، “فإن استمرار ترامب بشكل دائم في الحديث عن روسيا تحديدا يمكن أن يستنتج منه بأن بوتين يمارس عليه نفوذا خفيا من نوع ما، ربما من باب الشعور بالمديونية والامتنان لمصادر روسية معينة مقابل الحفاظ على استمرارية امبراطوريته التجارية”.
 
وفسر تصويت الأمريكيين على دونالد ترامب بحدوث انتقال من خندق إلى آخر، من معسكر الليبرالية العالمية إلى معسكر القومية الشعبوية، مضيفا “لم يكن مصادفة أن حاز ترامب على دعم قوي من قبل زعيم حزب الاستقلال البريطاني نايجيل فاراج، ولم يكن مستغربا إذ ذاك أن يكون أول من اتصل به مهنئا له بفوزه في الانتخابات زعيمة الجبهة القومية في فرنسا ماري لو بان”.
وتساءل فوكوياما عما سيفعله ترامب عندما يكتشف أن البلدان الأخرى لن تقبل بإعادة التفاوض على المواثيق التجارية أو الترتيبات الائتلافية نزولاً عند شروطه؟ هل سيقبل بأفضل صفقة يمكنه أن يتوصل إلى إبرامها أم أنه بكل بساطة سيولي الدبر؟ وتابع أن ترامب ينزع نحو الانعزالية من كونه شخصا تواقا لاستخدام القوة العسكرية حول العالم. موضحا أنه قد يسير على نهج سلفه أوباما فيما يتعلق بالأزمة السورية.
 
وقال إن التحدي الأكبر الذي يواجه الديمقراطية الليبرالية اليوم ينبع من الداخل في الغرب، في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بريطانيا وفي أوروبا وفي عدد آخر من البلدان، وليس من “القوى السلطوية السافرة” مثل الصين بقدر ما ينبع.
وأضاف أن وعود ترامب بأن “يعيد لأمريكا مكانتها”، جعل العمال المنضوين في النقابات المهنية، والذين كانوا قد تلقوا ضربة موجعة بسبب تراجع المشاريع الصناعية، يصوتون له، مشبها ذلك بما حدث عند التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
واستدرك فوكوياما بأن القومية الشعبوية ظاهرة أوسع من ذلك بكثير، “خذ على سبيل المثال فلاديمير بوتين، الذي ما يزال فاقدا للشعبية في أوساط الناخبين المثقفين في المدن الكبيرة مثل سانت بيترزبيرغ وموسكو، ولكنه يتمتع بقاعدة شعبية عريضة وضخمة في باقي أرجاء البلاد. ونفس الشيء ينطبق على الرئيس التركي طيب رجب إردوغان، الذي يحظى بدعم قاعدة شعبية واسعة في أوساط الطبقة المتوسطة الدنيا المحافظة، وينسحب نفس الأمر على رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان الذي يحظى بالشعبية في كل مكان إلا في العاصمة بودابيست”.
عن الفيلسوف “فرانسيس فوكوياما”:
يوشيهيرو فرانسيس فوكوياما كاتب ومفكر أمريكي الجنسية من أصول يابانية، ولد في مدينة شيكاغو الأمريكية عام1952.
يعد من أهم مفكري المحافظين الجدد. من كتبه: نهاية التاريخ والإنسان الأخير و الانهيار أو التصدع العظيم و الثقة.
يعتبرفوكوياما واحدا من الفلاسفة والمفكرين الأميركيين المعاصرين، فضلا عن كونه أستاذا للاقتصاد السياسي الدولي ومديرا لبرنامج التنمية الدولية بجامعة جونزهوبكنز، ويعمل حاليا بمركز الأبحاث حول الديمقراطية والتنمية وسيادة القانون بجامعة ستانفورد- كاليفورن..

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up